تاريخ الولايات المتحدة هو تاريخ واسع جدا . منذ أوائل القرن الخامس عشر بدأت عدة حملات استعمارية للقارة الأمريكية الشمالية . أراد الناس الحفاظ على التاريخ . بعضهم ألف الكتب ، والبعض الآخر قام بانشاء لوحات فنية عظيمة لتذكر الماضي .
كان العديد من اللوحات الفنية الأولى من انشاء المستعمرون أنفسهم . حتى قبل أن وصول الأوروبيين هناك ، حيث بدأ الإسبان باستيطان المكسيك و الجنوب الغربي ، وفلوريدا.
قام الاسبان آنذاك أيضا برسم العديد من اللوحات للسكان الأصليين للمكسيك . وقد رسمت عدة لوحات لشعبي المايا والأزتيك قبل غزو الاسبان للمكسيك . حيث أعطت هذه اللوحات فكرة عن حياة شعبي الأزتيك و المايا.
بعد ذلك بدأ الفرنسيون بالقدوم إلى الأمريكتين واستوطنوا منطقة نهر سانت لورانس في كندا. حيث احترفوا تجارة الفراء المربحة مع السكان الأصليين. وأظهرت بعض الوحات الفنية التعاملات التجارية والعلاقات الودية مع الهنود تم في تلك الحقبة.
عندما وصل البريطانيون إلى الأمريكتين، لم يكن هناك اهتمام كبير بالفن كالمستعمرين الأوائل الإسبان والفرنسين . وكان البريطانيون مهتمين بشكل رئيسي على إنشاء مستعمرة تابعة لهم في الأمريكتين . وقد نجحوا في ذلك في جيمس تاون في منتصف القرن السابع عشر.
بعد فترة من الزمن أهمل فيها الفن في الأمريكتين عاد الاهتمام به مجددا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. ومرة أخرى ، كانت موضوعات معظم هذه اللوحات هي الشعوب الأصلية التي تعيش وتصطاد على الأرض . حيث بيع العديد من تلك اللوحات بأسعار باهظة الثمن.
عندما بدأت حالة السكان الهنود في الأمريكتين في التدهور، ذهب الرسام الشهير كاتلين لرسم لوحات الهنود التي لم تتأثر حياتهم بالحضارة التي كانت قائمة آنذاك . حيث أراد أن يظهر للناس ما يحدث للهنود المتحضرين . سافر كاتلين حتى نهر ميسوري ورسم أكثر من ألف لوحة.
هناك العديد من الانتقادات على اللوحات التي فعلها كاتلين. وكان معظم منتقديه من الناس القاطنين بالقرب من نهر ميسوري . حيث أنهم زعموا أن ما قام كاتلين برسمه من لوحات ليس قريبا من الواقع . كرسام ، رسم كاتلين ما يريد أن يراه الناس . وحاول تجميل لوحاته لتسهل بيعها .
حاول كاتلين بيع مجموعته الهائلة من اللوحات لحكومة الولايات المتحدة . لكن محاولاته تلك بائت بالفشل قبل وفاته. لكن كاتلين أعطانا لوحات تقدم لمحة ، وان لم تكن دقيقة كفاية عن السكان الأصليين قبل أن يبدأ الاستيطان الشامل في الغرب .
وركزت العديد من اللوحات في تلك الحقبة على الفكرة الجديدة ( المصير الحتمي )، والتي تبرر للمستوطنين أن لهم الحق الممنوح من قبل الله لاستعمار الغرب وتهجير السكان الأصليين. وتستخدم العديد من هذه اللوحات تغيرات صارخة في اللون. بعضهم جعل الشرق يبدو مشرقا ومقدسا ، في حين أن الغرب كان يشرق بقدوم المستوطنين اليه . الجميل في أن هذه اللوحات الفنية يمكن أن تعطينا لمحة عن الماضي ليس بعيدة جدا.
تعليقات
إرسال تعليق